تُعدّ حساسية العين من الحالات الشائعة التي تصيب الكثير من الأشخاص حول العالم، وتؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم اليومية. فمن الممكن أن تؤدي الحساسية العينية إلى الحكة والاحمرار والتورم والدموع والتهاب الجفن والإفرازات الزائدة، مما يجعل الأشخاص يشعرون بعدم الراحة والانزعاج في عيونهم.
وعلاوةً على ذلك، تؤثر الحساسية العينية أيضاً على الأداء اليومي للأشخاص، إذ يمكن أن تؤثر في قدرتهم على العمل والدراسة والقيادة إضافةً للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية. كما تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية، وهذا بدوره يزيد من مدة العلاج والانتكاسات المحتملة. ولذلك كان لا بد من التعرف عليها بشكل أوسع وأعمق من خلال مقالنا.
فهرس المقال
ما هي حساسية العين؟
حساسية العين، والتي تدعى أيضاً التهاب الملتحمة التحسسي (allergic conjunctivitis)، تعرف على أنها حالة التهابية تصيب الغشاء المخاطي الذي يغطي الجزء الأمامي من العين (الملتحمة)، ويتمثل سببها في تفاعل الجهاز المناعي للجسم مع المواد المحسسة التي تلامس سطح العين مسبباً بذلك العديد من الأعراض. تتفاوت شدة الأعراض ونوعية المواد المحسسة من شخص لآخر، وقد تكون أعراض الحساسية العينية جزءاً من نوبة حساسية عامة تصيب الجسم، أو يمكن أن تحدث بشكل منفصل في العينين.
أعراض الحساسية العينية
تتميز الحساسية العينية بأنها تتظاهر بالعديد من الأعراض المختلفة، ويذكر من بينها على سبيل المثال:
- الحكة: إذ يتم الشعور بالحكة في العين والتي تزداد شدتها في بعض الأحيان.
- الاحمرار: تصبح العين حمراء وملتهبة ويمكن أن تترافق مع ازدياد في عدد الشعيرات الدموية.
- الدموع: تبدأ العين في الإفراز الزائد للدموع، وبالتالي يمكن أن تصبح العين رطبة جداً.
- التورم: قد يصاب الجفن بالتورم والانتفاخ، مما يؤدي إلى صعوبة في فتح العين.
- الإفرازات الزائدة: يمكن أن يزداد تشكل الإفرازات في العين ولا سيما عند الزوايا الداخلية.
- الحساسية للضوء: تصبح العين حساسة جداً للضوء، وتسبب الشعور بالألم عند التعرض للضوء الساطع.
- الشعور بوجود جسم غريب: يمكن أن يشعر الشخص بوجود شيء داخل العين، ويحدث هذا نتيجة الاحتقان والتورم.
العوامل المسببة لحساسية العين
تختلف العوامل المسببة لحساسية العين من شخص لآخر، ولكن من بين العوامل الشائعة التي يمكن أن تسببها:
- العوامل الوراثية: يمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص ميل وراثي للإصابة بحساسية العين.
- العوامل الغذائية: يسبب تناول بعض الأطعمة الإصابة بالحساسية العينية، مثل تناول المكسرات أو الفاكهة المجففة أو الحلويات أو الأطعمة الحارة.
- العوامل البيئية: يمكن أن تتعرض العين للمواد المحسسة الموجودة في البيئة، مثل الغبار والحشرات والحيوانات الأليفة والفطريات والحشائش والزهور.
- العوامل الجوية: يمكن أن تؤثر الظروف الجوية على العين، مثل الرياح القوية والهواء الجاف والغبار والحرارة الشديدة والبرودة الشديدة.
- العوامل الصحية: يمكن أن تسبب بعض الأمراض والحالات الصحية الحساسية العينية، مثل الحساسية الجلدية والربو والتهاب الأنف التحسسي.
- العوامل المهنية: يمكن أن تتعرض العين للمواد المحسسة ضمن بيئة العمل، مثل الغبار أو الكيماويات أو الأبخرة.
وهكذا يمكن لأي شخص أن يعاني من حساسية العين نتيجة أي عامل من هذه العوامل بمفرده أو بتأثير بمزيجٍ منها.
تشخيص التهاب الملتحمة التحسسي
لتوفير العلاج المناسب لحالة التهاب الملتحمة التحسسي، لا بد من البدء بتشخيص الحالة بشكل صحيح، لأن أعراضه تتشابه مع أعراض التهابات الملتحمة الأخرى. ويتم ذلك من خلال:
- البدء بجمع المعلومات حول التاريخ المرضي للمريض، والتي تشمل أعراض المرض ومدته والعوامل المحتملة التي يمكن أن تكون سبباً في حدوث حساسية العين.
- يتم إجراء فحص باستخدام مجهر المصباح الشقي للتحقق من وجود علامات حساسية العين، مثل الأوعية الدموية المنتفخة على سطح العين.
- يجري الطبيب اختبارات الحساسية لتحديد العوامل المسببة للحساسية العينية عند المريض.
علاج حساسية العين
تتوفر العديد من الخيارات العلاجية لعلاج حساسية العين، وتشمل هذه الخيارات:
تجنب مسببات الحساسية
يمثل العلاج الأساسي في تجنب مسببات الحساسية، وهذا يعتمد على تحديد العامل أو العوامل المسببة وتجنبها قدر الإمكان. ويتم ذلك من خلال توجيه الطبيب المختص المشرف على الحالة.
استخدام العلاجات الموضعية
يمكن استخدام العلاجات الموضعية في علاج التهاب الملتحمة التحسسي، وتشمل هذه العلاجات:
- القطرات المضادة للحساسية: تستخدم لتخفيف الحكة والاحمرار والتورم في العين. إذ تحتوي هذه القطرات على مركبات مضادة للهيستامين ومضادات الالتهاب.
- الكورتيكوستيروئيدات: تستخدم من أجل تخفيف الالتهاب والتورم في العين. إذ تحتوي هذه القطرات على مضادات الالتهاب الستيروئيدية.
- القطرات المهدئة: تستخدم لتخفيف الاحمرار والتورم والحكة في العين. إذ تحتوي هذه القطرات على مركبات مهدئة ومخدرة.
- القطرات المرطبة: تستخدم لترطيب العين وتخفيف الجفاف، وتتكون من الماء والملح والجلسرين وغيرها.
تختلف العلاجات الموضعية المستخدمة لعلاج التهاب الملتحمة التحسسي بناءً على شدة الحالة وتفاعل الفرد مع العلاج.
العلاجات الفموية
في الحالات الأكثر شدةً يمكن استخدام العلاجات الفموية والتي تشمل:
- مضادات الهيستامين: تساعد على تخفيف الحكة والتورم والتهيج في الملتحمة، ومن هذه الأدوية على سبيل المثال السيتريزين واللوراتادين.
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: تساعد على التخفيف من الالتهاب والألم الحاصلين في الملتحمة، ومن هذه الأدوية على سبيل المثال الإيبوبروفين.
- الستيروئيدات الفموية: تساعد على التخفيف من الالتهاب والاحتقان في الملتحمة، مثل البريدنيزولون.
العلاجات المناعية
تستخدم العلاجات المناعية في الحالات الشديدة التي لا يمكن السيطرة عليها بواسطة العلاجات الموضعية والفموية، وتشمل:
- مثبطات الكولين استيراز: تساعد على تحسين وظيفة الجهاز المناعي وتقليل التهاب الملتحمة، مثل البيريدوستيغمين.
- العلاج بالأجسام الموجهة: يتم استخدام هذا العلاج لمنع تفاعل الأجسام المناعية المسببة للحساسية مع المواد المحفزة للتحسس، مثل الاوماليزوماب.
- العلاج بالمواد المحفزة للتحسس: يستخدم هذا العلاج لتحسين وظيفة الجهاز المناعي ومنع تفاعل الأجسام المناعية مع المواد المسببة للتحسس، من خلال الحقن المتكرر لكميات صغيرة من المواد المحفزة للتحسس.
العلاجات الطبيعية لحساسية العين
تعد العلاجات الطبيعية بديلاً فعالاً للعلاجات الدوائية، ويمكن استخدامها لتخفيف الأعراض وتحسين حالة المريض. وفيما يلي بعض العلاجات الطبيعية الفعالة:
- الشاي الأخضر: يعد الشاي الأخضر من أفضل العلاجات الطبيعية لحساسية العين، إذ يحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد في تقليل الالتهاب والتورم. يمكن استخدامه عن طريق وضع كيس من الشاي الأخضر المبلل على العينين لمدة 10-15 دقيقة.
- الخيار: يحتوي الخيار على مركبات تساعد في تقليل الالتهاب والتورم، ويمكن استخدامه عن طريق وضع شرائح من الخيار على العينين لمدة 10-15 دقيقة.
- القرفة أو زيت اللافاندر: تحتوي على مضادات للالتهاب والبكتيريا. تستخدم عن طريق إضافة مسحوق القرفة أو زيت اللافاندر إلى الماء الدافئ واستخدامه لغسل العينين.
من جهة أخرى، يجب استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أي نوع منها، إذ يمكن للأطباء تقديم العلاج المناسب لحالة المريض بناءً على شدة الأعراض وسبب التهاب الملتحمة التحسسي.
الإجراءات الوقائية لتجنب حساسية العين
- تجنب المسببات: يجب تجنب المسببات المحتملة لحساسية العين مثل الغبار والفطريات والحشرات والحيوانات الأليفة إضافةً للأزهار التي قد تكون سبباً في حدوث الحساسية.
- النظافة الشخصية: يجب الحفاظ على نظافة العينين والانتباه إلى غسل اليدين بانتظام لتجنب نقل الجراثيم إلى العين.
- استخدام النظارات الواقية: يمكن استخدام النظارات الواقية للحماية من العوامل المسببة للحساسية مثل الغبار والرياح.
- الحفاظ على نظافة البيئة: يجب الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بالشخص وتجنب تراكم الغبار والأتربة، إضافةً لتنظيف المنزل بشكل منتظم.
في النهاية، يجد الكثير من الأشخاص صعوبة في التخلص من حساسية العين بشكل نهائي، إذ تعود الأعراض وتؤثر على حياتهم بشكل دوري ومستمر، وعلى الرغم من وجود العديد من العلاجات المتاحة من أجل التخفيف من الأعراض، إلا أن الحل النهائي يتطلب التعرف على مسببات الحساسية وتجنبها قدر الإمكان، وهو ما يتطلب التعرف على حساسية العين ومسبباتها بشكل أوسع.
المصادر
- WebMD (webmd.com) Tips to Help You Tackle Eye Allergies
- JOHNS HOPKINS MEDICINE (hopkinsmedicine.org) Allergic Conjunctivitis