الصدفية ،هي مرض جلدي شائع، إذ يزيد عدد المصابين بها عن 125 مليون شخص، و هي غالباً ما تظهر على شكل مناطق جافة في البشرة مثيرة للحكة في البداية، ثم تظهر عليها بقع حمراء في وقت لاحق، و كما سنرى لاحقاً أنّه من الضروري تغيير العادات و نظام الحياة لدى مريض الصدفية حتى يتأقلم مع المرض، و يتمكن من السيطرة عليه، و هذا ما ستحصل عليه في نهاية هذا المقال.
فهرس المقال
ما هي الصدفية؟
هي مرض جلدي مناعي ذاتي ومزمن، تحدث نتيجة تضاعف خلايا الجلد عشر مرات أسرع من المعدل الطبيعي، فتظهر بشكل مفاجئ ولها أنواع عديدة، و لكنها بشكل عام غالباً ما تكون على شكل طفح جلدي يسبب بقع حمراء متقشّرة، تظهر على مناطق مختلفة من الجسم كالركبتين والمرفقين وجذع الجسم و حتى فروة الرأس، و عادةً ما تسبب الحكّة و الشعور بعدم الراحة. تسبب الصدفية ظهور مناطق سميكة و متقشرة من الجلد، و تكون هذه المناطق ذات ألوان تختلف عن لون الجلد الطبيعي.
و الآن بعد أن تعرّفنا على الصدفية بشكل عام، سنكمل بالحديث عن أسبابها و أنواعها، فتابعوا معنا.
أسباب الصدفية
إنّ السبب الحقيقي وراءها غير معروف، لكن يعتقد الأطباء أنه مزيج من الأشياء ، غالباً يحدث خلل في الجهاز المناعي فيسبب الالتهاب ،مما يسبب تشكّل خلايا جديدة من الجلد بسرعة كبيرة، ففي الحالة الطبيعية تتبدّل خلايا الجلد كل 10 – 30 يوم، أما في حالة الصدفية يتشكّل خلايا جديدة كل ثلاثة أو أربعة أيام، تراكم الخلايا القديمة التي يتم استبدالها بخلايا جديدة يخلق هذه القشور و الطبقات.
أنواع الصدفية
لها أنواع عديدة و من الضروري معرفة نوع الصدفية لديك، فإن معرفة النوع يساعد على العلاج و تجنّب المحفّزات، وتتضمن:
1- الصدفية اللويحية:
و هي أكثر الأنواع شيوعاً، حيث تشكل 80 – 90 % من الحالات، تسبب ظهور بقع على الجلد، تكون هذه البقع جافة و حاكّة و سميكة بارزة مغطاة بقشور، تظهر عادة على المرفقين و الركبتين و أسفل الظهر و على فروة الرأس.
تبدو بألوان مختلفة عن لون الجلد الطبيعي، و تختلف ألوانها حسب لون البشرة، فعلى البشرة الفاتحة تكون حمراء مغطاة بقشور فضّية، أما على البشرات الأغمق فتكون بألوان مثل بني غامق أو أرجوانية مغطاة بقشور رمادية، تسمى هذه البقع باللويحات.
و قد يشفى الجلد المصاب مع بقاء تغييرات مؤقتة في اللون مثل فرط التصبّغ و خاصّة على البشرة البنية أو السوداء، و قد تسوء الحالة فتكبر هذه البقع و تندمج مع بعضها لتغطي مساحات أكبر من الجلد.
2- صدفية الثنيات:
تظهر في ثنيات الجلد مثل الصدر و الثنيات في المنطقة الإربية و منطقة الإليتين، و أيضاً يظهر فيها لويحات سميكة، لكن فرقها عن السابقة أنّها تكون غير متقشّرة، تزداد سوءاً في حال الاحتكاك و التعرّق، و قد تؤدي الالتهابات الفطرية إلى ظهور هذا النوع من الصدفية.
3- الصدفية البثرية:
هذا النوع قليل الانتشار، و اسمها يوضّح شكلها، فهي تكون على شكل بثور ظاهرة مليئة بالصديد، و يمكن أن تظهر على شكل بقع منتشرة، أو في مناطق صغيرة على راحة اليد و باطن القدم.
4- الصدفية المحمّرة للجلد:
يعد هذا النوع الأقل شيوعاً، ففيه يصاب الجلد بطفح منتشر على كامل الجسم، و يكون متقشّر و قد يسبب شعور قوي بالحكّة أو الحرق، و يمكن أن تكون حادّة أو مزمنة.
بعد أن انتهينا من الحديث عن أنواعها ،سننتقل الآن للحديث عن محفّزاتها.
محفّزات الصدفية
يوجد الكثير من الأشخاص المعرّضين للإصابة بالصدفية لكن لا تظهر عليهم الأعراض لسنوات، و لكن وجود المحفّزات هو ما يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض، يوجد عدد كبير من المحفّزات، منها ما يتعلق بالبيئة المحيطة و منها ما يتعلق بالعوامل الداخلية من أمراض و غيرها ،نذكر من هذه المحفّزات:
عوامل خارجية:
- تتأثر الصدفية بأحوال الطقس، فهي تزداد سوءاً عندما يكون الطقس بارداً و جافاً، كما أنها تزداد سوءاً في حال كثرة التعرّض لأشعة الشمس.
- تعرّض الجلد لإصابات مثل الجروح و الخدوش و لدغات الحشرات أو حروق الشمس أو الإكثار من حك الجلد.
- التدخين أو التعرّض للتدخين السلبي.
- الإكثار من شرب الكحول، كما أنّ الكحول قد يجعل العلاج أقل فعالية.
عوامل داخلية:
- بعض الأدوية مثل الليثيوم الذي يستخدم في علاج اضطراب ثنائي القطب و غيره من الأمراض النفسية، أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل البروبرانولول و غيره من حاصرات بيتا، الأدوية المضادة للملاريا مثل الكلوروكين، مثبتات المزاج، الصادّات الحيوية، و مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإندوميثاسين.
- الامتناع السريع عن تعاطي الستيروئيدات عن طريق الفم أو الحقن أو الجلد، رغم أنّ هذه الأدوية هي أحد علاجات الصدفية، فإن الامتناع السريع المفاجئ عنها قد يسبب الصدفية.
- الضغط النفسي: إذ يعتقد العلماء أن الجهاز المناعي قد يستجيب للضغط النفسي بنفس الطريقة التي يستجيب بها للإصابات الجسدية، مثل العدوى بمرض ما.
- التغيرات الهرمونية: غالباً ما تبدأ الحالة عند سن البلوغ، كما أنها قد تتحفز أيضاً عند سن انقطاع الطمث، أمّا خلال الحمل ، فقد تتحسن الأعراض أو حتى قد تختفي لكن قد تعود من جديد بشكل أقوى بعد الولادة.
- الوزن: فالأشخاص اللذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالصدفية خصوصاً في ثنيات الجلد.
بعد الحديث عن المحفّزات، سننتقل إلى عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى الإصابة.
عوامل الخطر
الصدفية ممكن أن تصيب أي شخص، ثلث الحالات تبدأ في مرحلة الطفولة، و لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة، وتشمل:
- الجينات و التاريخ العائلي: إذ تزداد احتمالية إصابتك بالصدفية في حال إصابة أحد الوالدين بالصدفية، و تزداد بشكل أكبر في حال إصابة كليهما بالصدفية.
- التدخين: فهو يؤدي إلى زيادة احتمالية إصابتك بالصدفية، و زيادة شدة المرض أيضاً.
- الإكثار من شرب الكحول.
و بعد عن تعرّفنا على كل هذه المعلومات فبالتأكيد حان وقت الحديث عن العلاج.
علاج الصدفية
يوجد الكثير من الخيارات لعلاج الصدفية، فبعض الأدوية يبطّئ نمو خلايا جديدة، و بعضها الآخر يزيل الحكّة و جفاف الجلد، يختار الطبيب العلاج المناسب لحالتك بناءً على حجم و مكان الإصابة والعمر والوضع الصحي العام، و غيرها، وتشمل العلاجات:
الأدوية
وتتضمن:
- الكريمات الستيروئيدية.
- المرطبات من أجل جفاف الجلد.
- حمض الصفصاف (Salicylic acid).
- قطران الفحم و هو علاج شائع للصدفية في فروة الرأس، يوجد على شكل كريمات أو في محاليل الاستحمام.
- الكريمات و المراهم الحاوية على فيتامين د، و هو نوع قوي قد يصفه الطبيب في حالات محددة، (فيتامين د في الطعام أو إذا أُخذ على شكل حبوب ليس له تأثير على الصدفية).
- الميثوتريكسات: يمكن أن تسبب الأدوية الحاوية على الميثوتريكسات مشاكل و اضطرابات في كل من الكبد و الرئتين و العظام، لذلك فهي توصف فقط في الحالات الشديدة، مع مراقبة الطبيب للمرضى اللذين يتناولون هذه الأدوية، و إجراء فحوصات مثل التحاليل المخبرية، خزعة من الكبد ،و صورة أشعة للصدر.
- الريتينوئيد: تكون على شكل حبوب أو كريمات أو محاليل أو جل، و هي مشتقة من فيتامين A، قد يسبب تناولها فموياً بعض الآثار غير المرغوبة، و هي لا تعطى للنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل، لأنها تسبب تشوهات خلقية.
- السيكلوسبورينات: هذه الأدوية تكبح جهاز المناعة، تعطى في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى ، فهي خطيرة على الكلى، كما أنّها قد تسبب ارتفاع ضغط الدم، و أيضاً يجب المراقبة من قبل الطبيب أثناء العلاج.
- العلاجات البيولوجية: و هي تعمل عن طريق كبح الجزء من الجهاز المناعي الذ يحدث فيه فرط نشاط و يسبب الصدفية .
- العلاجات الغير بيولوجية: و هي لا تؤخذ من كائنات حية مثل (Xeljanz) Tofactinib.
- المثبطات الإنزيمية: و هي نوع جديد من الأدوية التي تستخدم في علاج الأمراض الالتهابية طويلة الأمد مثل الصدفية، و هي تكبح إنزيم معين، مما يساعد على إبطاء التفاعلات الالتهابية الأخرى.
من المهم التنويه أن الأدوية المستخدمة في علاج الصدفية تكون تحت إشراف الطبيب ولا تُعطى بدون وصفة طبية، فالتناول العشوائي للأدوية بدون استشارة الطبيب قد يقودنا إلى مشاكل خطيرة.
علاجات بديلة ووصفات منزلية
يوجد العديد من العلاجات المنزلية الطبيعية التي يمكنها أن تخفف من أعراض الصدفية، و طبعاً لا يمكن الجزم بأن هذه العلاجات فعالة 100%، لكنها خيارات بديلة متاحة يمكن تجربتها، ومنها:
- الترطيب عدة مرات بشكل يومي.
- الكريمات الحاوية على الكابسيسين.
- الصبّار (الألوفيرا).
- زيت السمك (Omega 3).
- حمّامات الشوفان.
مضاعفات الصدفية
يوجد العديد من المضاعفات التي قد تسببها الصدفية ،مثل:
- صدفية المفاصل.
- تأثيرات على العين.
- بعض السرطانات.
- بعض المشاكل النفسية ،مثل انخفاض الثقة بالنفس و الاكتئاب.
- السكري من النمط الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض مناعي ذاتي آخر، مثل داء كرون.
نمط الحياة المتبع لتحسين الحالة
حمية غذائية
ما يدخل الجسم ينعكس على خارجه ،لذلك يجب الانتباه إلى نوعية الأطعمة التي تتناولها، إذ يوجد العديد من الأطعمة التي قد تجعل الحالة أسوأ، مثل:
- الكحول.
- منتجات الحليب.
- الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.
- الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المكررة.
- الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة.
- الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من السكر المُضاف.
أما الأطعمة التي تحسّن من الحالة:
- السمك.
- الخضار و الفواكه.
- البقوليات مثل العدس و الفاصولياء.
- زيت الزيتون.
- المكّسّرات.
- كميات صغيرة من الألبان منخفضة الدسم.
- الحبوب الكاملة.
عادات يوميّة
يوجد العديد من العادات اليومية التي تسهّل الحياة مع الصدفية ،مثل:
- أخذ حمام دافئ بشكل يومي، مع استخدام صوابين لا تسبب الحساسية، و تجفيف الجسم بلطف.
- ترطيب البشرة بكريم أو مرهم مرطب قوي.
- التعرّض لضوء الشمس لمدة 15 – 30 دقيقة يومياً على الأقل.
- ممارسة الرياضة، و أخذ قسط كافي من النوم، و أيضاً ممارسة بعض تمارين الاسترخاء مثل التأمل.
- مراقبة الأشياء التي تسبب سوء حالتك لتجنّبها.
الصدفية و الصحة النفسية
من المهم دائماً الاهتمام بجانب الصحة النفسية، لكن في حالة الصدفية فهناك فرصة أعلى للإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل:
- القلق.
- الاكتئاب.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الطعام.
- الذهان.
- الاستخدام المرضي لبعض المواد.
نصائح يمكن اتباعها للتخفيف من الآثار النفسية للصدفية:
جميعها تهدف للتخفيف من التوتر و الضغط النفسي، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، فهي تحسن المزاج، و تخفض من الالتهاب، و تحمي من زيادة الوزن، و بالتالي كل ذلك يؤدي لتخفيف أعراض الصدفية.
- التأمل.
- التنفس بعمق.
- يجب أن تخصص بعض الوقت للأشياء التي تشعرك بالسعادة مثل الحديث مع الأصدقاء، مما يخفف من التوتر، و يرفع مستويات المواد الكيميائية في الدماغ التي تشعرك بالرضا (الأندورفينات).
أخيراً، يجب أن يبقى في ذهنك أنّ الإصابة بالصدفية لن تعيقك عن أداء مهامك وواجباتك اليومية الطبيعية، وعرفت الآن أنه يوجد العديد من الخطوات البسيطة التي تساعدك على التخفيف منها، بعد استشارة طبيبك المعالج ووضع الخطة العلاجية المناسبة لحالتك، كما أنه عليك المحافظة على نمط حياة صحي وصحة نفسية جيدة، لا تقلق يمكنك أن تعيش حياة طبيعية صحيّة باتباعك النصائح التي قدمناها لك. ومن منصة سلامتك الطبية نتمنى لك حياة صحية سعيدة.
الأسئلة الشائعة حول الصدفية FAQ
هل الصدفية معدية؟
كلا، الصدفية ليست معدية ولا تنتقل من التلامس مع جلد الشخص المصاب بها، وذلك لأنها عبارة عن خلل في الجهاز المناعي وذات منشأ داخلي، حتى لو كانت تظهر على الجزء الخارجي من الجسم.
هل الصدفية تؤثر على الوظيفة الجنسية؟
نعم، إن تأثيرها على الحالة النفسية قد يقودك إلى خلل في الوظيفة الجنسية، ولكن يمكن تجنبها بالالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب واتباع نمط حياة صحي والمحافظة على صحتك النفسية.
هل هناك فيتامينات محددة يجب أخذها في حالة الصدفية؟
لا يوجد دليل على أنه يوجد فيتامينات و متممات غذائية تخفف من أعراض الصدفية، لذا فإن أفضل طريقة للحصول على كل الفيتامينات و المعادن التي تحتاجها هو عن طريق وارد الغذاء اليومي، لكن بشكل عام فإن أخذ المتممات الغذائية التي تحوي فيتامينات متعددة آمن، تحدّث عن ذلك مع طبيبك و هو سيخبرك بالمناسب.
المصادر
- Cleveland clinic (my.clevelandclinic.org)_psoriasis
- Mayo Clinic (mayoclinic.org)_psoriasis
- Webmd (webmd.com)_psoriasis
- Hopkins medicine (hopkinsmedicine.org) psoriasis diet