طفلك أقصر من أقرانه و تخافين من الذهاب إلى الطبيب كي لا يؤكد مخاوفك ؟!
تطعمين طفلك أكثر من اللازم ظناً منك أن هذا سيكفل له نمواً أفضل ؟
تظنين أن الأمر خطير لأنه لا يوجد في أخوال الطفل ، أو أعمامه من هو قصير ؟!
في هذا المقال نعدك بالقضاء على هذه المخاوف حيث سنتعرف سويةً على مفهوم قصر القامة عند الأطفال و أسبابه و كيفية علاجه
الأطفال هم الحلم الذي تسعى لتحقيقه كل علاقة زوجية فالطفل هو الذي يمنح الأهل مشاعر الأبوة و الأمومة و مهما كانت العائلة نموذجيةً و متحابة فإنها تبقى ناقصةً دون وجود طفل
لكن أحياناً يكدر على العائلة صفو سعادتهم بطفلهم ما قد يصيبه من أمراض ، و من أهم هذه الأمراض قصر القامة
فهرس المقال
قصر القامة
هو كون الطفل أقصر من 95% إلى 97% من أقرانه من نفس العمر والجنس ، و هو مختلف عن اضطراب النمو فهناك العديد من الأطفال قصيري القامة لكن نموهم طبيعي و من الممكن تفسير هذا القصر بالوراثة (الذي سنتحدث عنه خلال المقالة)
حتى تتأكد من مناسبة طول ابنك/ابنتك لعمره أو وزنه بإمكانك الاطلاع على الجداول المرفقة من منظمة الصحة العالمية في الرابط التالي :
https://www.who.int/tools/child-growth-standards/standards/length-height-for-age
https://www.who.int/tools/child-growth-standards/standards/weight-for-length-height
في حال وجود خلل في النسبة التي يحققها طول طفلك بالنسبة لعمره أو وزنه عليك مراجعة الطبيب لتفهم سبب هذا الخلل
الأعراض و التشخيص
لا توجد أعراض فعلية لقصر القامة عند الأطفال ، لكن العلامة الأهم التي تدعو إلى الذهاب عند الطبيب هي نموه أقل من المعدل المفترض سنوياً
- 10 سم حتى العام الأول
- 5 بسم حتى العام الثاني
- 3.5 سم حتى العام الثالث
- 2 سم من العام الثالث حتى سن البلوغ
بينما أية أعراض أخرى تنسب إلى الحالة المرضية المؤدية إلى قصر القامة
أما بالنسبة للتشخيص فيتجلى في عدة خطوات غير مرتبة
- الفحص الجسدي يتبعه قياس للطول و الوزن و طول كل من الذراع و الساق (هذه الخطوة الأهم)
- السؤال عن التاريخ المرضي للعائلي (لمعرفة إن كان هناك توريث لقصر القامة)
- التاريخ الطبي و الجسدي للطفل يؤخذ بعين الاعتبار
- فحوص الأشعة و تحاليل الدم لتحري وجود حالة مرضية أدت إلى قصر القامة
أسباب قصر القامة عند الأطفال
قبل كل شيء لا بد من الإشارة إلى أن هناك نسبة من حالات قصر القامة مجهولة السبب التي لم يتوصل العلماء إلى تبرير علمي واضح لها ، و لا تندرج تحت الأسباب التي سنأتي على ذكرها
سوء التغذية
أولاً يعد سوء التغذية من أهم أسباب قصر القامة إن لم يكن أهمّها إذ تؤكد دراسة أجراها الباحثون على ما يزيد عن 50 مليون طفل و مراهق خلال مراحل الدراسة الابتدائية و الإعدادية أن مشاكل التغذية مسؤولة عن فجوة في الطول (بين الأطفال والمراهقين صحيحي التغذية وبين الأطفال والمراهقين الذين يعانون من سوء التغذية) تقدر بحوالي 20 سم
على سبيل المثال ، متوسط طول الفتاة البالغة من العمر 19 عامًا في بنجلاديش وغواتيمالا (الدول التي بها أقصر فتيات في العالم والتي تعاني من مشاكل التغذية) هي نفس الطول مثل فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا في هولندا (الدولة التي تضم أطول الفتيان والفتيات) .
وتؤكد منظمة اليونيسف أنه على صعيد العالم، يعاني 51 مليون طفل دون سن الثانية من توقف النمو، مما يعني أنهم قصار القامة بشدة بالنسبة إلى أعمارهم بسبب سوء التغذية. ومن بين هؤلاء، يصاب زهاء نصفهم بتوقف النمو أثناء فترة الحمل وخلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، وهي فترة الـ 500 يوم التي يكون الطفل معتمداً فيها اعتماداً كاملاً على التغذية التي يتلقاها من الأم
هناك عدة أسباب تلي سوء التغذية في شدة التأثير على حدوث قصر القامة أهمها :
أمراض الغدد الصم
- نقص هرمونات الغدة الدرقية : حيث أن الإنتاج الكافي منها ضروري للقيام بعمليات الاستقلاب و نمو العظام بشكل طبيعي
- متلازمة كوشينغ : تسبب هذه المتلازمة تشوهات لا حصر لها
- نقص هرمون النمو (مشاكل في الغدة النخامية) : أحد المسؤولين الرئيسيين عن النمو الطبيعي للجسم هو إفراز هرمون النمو بشكل طبيعي ، و يتمثل العرض الأساسي لنقصه في النمو البطيء (أقل من بوصتين سنويا) بالإضافة إلى الوجه غير الناضج نتيجة لذلك يبدو أصغر من أقرانه ، وبإمكان العائلة مراقبة هرمون النمو من خلال مراقبة نمو الطفل و مرحلة الحمل و الولادة لدى الحامل بالإضافة إلى مراقبة مستويات إنتاجه أثناء المبيت في المشفى حيث أن ثلثي هرمون النمو يتم إنتاجه خلال النوم العميق.
المشاكل الخلقية لقصر القامة عند الأطفال
- تقييد النمو داخل الرحم : نمو بطيء داخل الرحم أثناء الحمل الأمر الذي يؤدي إلى نمو الطفل بوزن أصغر من المعتاد بما يتناسب مع قصر قامته
- تشوهات الكروموسومات :ترتبط بعض حالات نقص هرمون النمو بمشاكل صبغية و هذه المشاكل على مستوى العدد أو البنية للصبغيات ، وأحد أبرز هذه التشوهات متلازمة تيرنر التي تؤدي لجعل المصابين بها غير ناضجين جنسياً و أقصر من أقرانهم
- تشوهات الهيكل العظمي : وأبرزها الودانة و هو نوع من التقزم يكون فيها ذراعا الطفل و ساقاه قصيرتين وحجم الرأس كبير
من جهة أخرى فإن هناك عدد من الأسباب أقل أهمية من السببين السابقين ألا و هي
- قصر القائمة العائلي : إن وجود الحالة في العائلة يزيد احتمالية إصابة الطفل بها و علاوة على ذلك فإن درجة القربى تلعب دورا مهماً في الاحتمالية
- تأخر البلوغ : حيث يدخل الطفل سن البلوغ متأخراً بمعدل نمو طبيعي ، ويميل الطفل إلى إنهاء مرحلة البلوغ بطول قريب من طول الأبوين
- الأمراض الجهازية : الهضمية ، الكلوية ، القلبية ، الرئوية ، السكري
علاج قصر القامة عند الأطفال
أولاً ينبغي التنويه أنه لا بد من اقتراح العلاج من قبل المختصين و ليس تبعاً لتقديرات الأهل و من ثم يحدد المختصون إن كان الطفل فعلاً يحتاج إلى علاج أو لا
في حال اتخاذ المختصين القرار بالعلاج تبعاً للسبب الطبي المؤدي إلى قصر القامة فهناك عدة خيارات علاجية متاحة
التغذية الجيدة :
التغذية تشكل خياراً علاجيا ووقائياً في ٱن واحد ، وجودة التغذية تتمثل في كميتها المناسبة للمرحلة العمرية والنمو الجسدي بالإضافة إلى تنويع مصادرها من أجل الحصول على ما يحتاجه الجسم من كل من البروتينات و الكربوهيدرات و الفيتامينات و غيرها من المركبات الغذائية دون الاقتصار على نوع دون سواه
العلاج الهرموني
- هرمون النمو : في حال معاناة الطفل من نقص في هرمون النمو يقترح العلاج بحقن هرمون النمو (حقنة يومية – ستة إلى سبعة مرات في الأسبوع) و إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في الغدة النخامية أو أي مشاكل هرمونية أخرى فإن العلاج يستمر مدى الحياة ، تختلف نتائج استخدام هذا العلاج تجاه حالة قصر القامة بحيث يعطي أفضل نتائجه مع الذين لديهم مشكلة في هرمون النمو بينما استخدام هذا العلاج مع طفل قصير القامة لسبب مجهول على مدار ثلاث أو أربع سنوات يؤدي إلى تحسن نهائي بمقدار 2 إلى أربع بوصات لا أكثر ، كما ينبغي الانتباه إلى أن استعمال هذا العلاج حديث نسبياً (35 سنة تقريباً) وبناء على ذلك لا توجد بيانات طويلة المدى حول الأثر البعيد لاستخدام هذا العلاج .
- مثبطات الأروماتاز : هي أدوية توصف أحيانا (لعدم كونها معتمدة من قبل الإدارة العالمية للغذاء و الدواء) للأطفال قصيري القامة إذا كان العمر العظمي للطفل يشير إلى أنه يحتاج المزيد من الوقت للوصول إلى الطول المتوقع ، يتم تناول هذه الأدوية كأقراص فموية مرة واحدة يوميا
- التستوستيرون/ الإستروجين : إذا كان الطفل يعاني من قصر قامة بسبب البلوغ المتأخر ، فإن البرنامج العلاجي القائم على إعطاء التستوستيرون (للأولاد) أو الإستروجين (للبنات) قد يساعد على تسريع عملية النضج الجنسي ، غالباً ما يتم إعطاء الإستروجين للبنات على شكل لصقة على الجلد بينما يتم إعطاء هرمون التستوستيرون للأولاد على شكل حقنة شهرية .
ختاماً نخلص إلى أن الوقاية تفوق العلاج أهمية لذا ينبغي الاهتمام بالنظام الغذائي لأطفالنا نوعاً و كماً و مراقبة نموهم باستمرار من خلال المتابعة الطبية لضمان سلامتهم من أية أمراض تغذوية أو هرمونية تؤثر على صحتهم عموماً و طول قامتهم خصوصاً .
المراجع:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/16357487/(https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/)
https://www.weforum.org/agenda/2020/11/childreheight-gap-nutrition-study/( https://www.weforum.org/
https://2u.pw/iDJrpB (https://www.unicef.org/ar)
https://www.childrenscolorado.org/conditions-and-advice/conditions-and-symptoms/conditions/short- stature/(https://www.childrenscolorado.org/)
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/short-stature(https://www.hopkinsmedicine.org/)
https://www.childrensmercy.org/departments-and-clinics/endocrinology/understanding-short-stature/(https://www.childrensmercy.org/)
https://childrensnational.org/visit/conditions-and-treatments/diabetes-hormonal-disorders/short-stature(https://childrensnational.org/)