- يزداد مع السنوات انتشار السمنة بين سكان العالم بسبب نمط الحياة الغير صحي الناتج عن تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية وقلة النشاط البدني ومما لا شك فيه أن للبدانة تأثير سيء على صحة أجهزة الجسم ومن بينها الصحة الإنجابية، وقد وجدت الدراسات أن نسبة انتشار السمنة بين النساء اللاتي يعانين من العقم مرتفعة ولوحظ أيضا وجود ارتباط بينهما. فالعلاقة بين البدانة والقدرة الإنجابية معروفة منذ سنوات أما آلية تأثير السمنة على الخصوبة فلا تزال قيد الدراسة لأنها معقدة ومتعددة الأسباب، وفي هذا المقال سنتعرف كيف تؤثر السمنة على الخصوبة عند النساء وما مقدار هذا التأثير والعلاقة بينهما وكيف قد يتم علاج مثل هذه الحالات.
فهرس المقال
●ما الفرق بين الخصوبة والعقم
الخصوبة عند المرأة هي قدرتها على الحمل والتي تقاس بالتأكد من عدة أمور كشكل الرحم وتكوينه وحدوث الإباضة ونسبة الهرمونات بالدم وغيرها ولذلك أي عامل يؤثر على أحد هذه المحاور يؤثر على الخصوبة عند النساء في سن الإنجاب أيضا.
أما العقم فهو عدم حدوث الحمل رغم محاولة الإنجاب لمدة عام مع إيقاف التمنيع أو بعد التلقيح العلاجي وله العديد من الأسباب. ومن المعروف أن النساء مسؤولة عن ثلث حالات العقم والرجال مسؤولون عن الثلث أما الثلث الباقي فهو مزيج من عدة عوامل أو مجهول السبب.
●تعريف البدانة (السمنة)
هي حالة معقدة تتضمن وجود كمية كبيرة من الدهون بالجسم فهي ليست مشكلة تتعلق بشكل الجسم فقط بل إنها عامل خطر لأمراض عديدة خطيرة جسدية كأمراض القلب والكلى والسرطانات بالإضافة للاضطرابات النفسية.
إن البدانة شائعة بين النساء بسن الإنجاب و لديها دور في الاضطرابات الإنجابية لديهن وانخفاض الخصوبة وذلك بسبب الأمراض الناتجة عن السمنة كالسكري وتوقف التنفس أثناء النوم وأيضا ما تسببه من مشاكل واضطرابات هرمونية.
ومن المؤشرات المستخدمة بتحديد البدانة مؤشر كتلة الجسم BMI وهو قيمة نحسبها عن طريق معرفة وزن الجسم وطوله لحساب حجمه نقول عن الشخص إنه يعاني من السمنة إذا كانت قيمة هذا المؤشر 30 أو أكثر.
●هل السمنةتؤخر الحمل عند النساء وتؤثر على الخصوبة
على الرغم من وجود نساء قادرات على الحمل بالرغم من أنهن يعانين من السمنة فقد وجدت الدراسات ازدياد انتشار العقم ومشاكل الخصوبة بين النساء البدينات من هذه التأثيرات:
- ازدياد خطر العقم ونقص الخصوبة ومعدلات الحمل
- ازدياد معدلات الإجهاض ومخاطر الحمل لدى النساء الذين يعانون من السمنة
- قد تسبب انقطاع الإباضة واضطرابات بالدورة الشهرية
وذلك بسبب تراكم الدهون التي تقوم بإفراز هرمون الاستروجين مما يؤدي لارتفاع مستوياته في الجسم فوق المعدل الطبيعي وبالتالي توقف الإباضة.
- بلإضافة لتأثيرها على التوازن الدقيق للهرمونات في الجسم
- كما تؤهب لحدوث متلازمة تكيس المبايض والتي تعد أشيع أسباب العقم
وهناك ارتباط وثيق بين السمنة ومتلازمة تكيس المبايض pco ومن المظاهر المميزة للمتلازمة النمو المفرط للشعر، زيادة الوزن، واضطرابات الدورة الشهرية.
- وتسبب أيضا صعوبات تعيق نجاح وسائل الإخصاب المساعد مثل أطفال الأنابيب أو وسائل تحفيز الإباضة وبالتالي تأخر الحمل
يزداد خطر العقم عند النساء اللواتي يعانين من السمنة بمقدار ثلاثة أضعاف وتقل معدلات الحمل عندهن بمقدار ٥ بالمئة لكل زيادة بمقدار درجة واحدة فوق مؤشر كتلة الجسم ٢٩، وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت الارتباط بين البدانة وانخفاض معدل الخصوبة وثبت أيضا أن السمنة في مرحلة البلوغ المبكرة تؤدي إلى تغييرات في الوظائف الإنجابية ومشاكل في الدورة الشهرية مما يؤدي لقلة فرص الحمل الطبيعي بالمستقبل.
أما عن كيف يحدث هذا التأثير فهنالك عدة آليات تؤثر بها السمنة على الخصوبة :
- تزيد السمنة من مقاومة خلايا الجسم للأنسولين وتزيد من مستويات اللبتين فيحدث فرط الأندروجين الذي ينجم عنه موت الخلايا الحبيبية المبرمج مما يؤثر على وظيفة المبيضين.
- وبسبب هذه التغيرات وتدهور محور ال HPG تحدث تأثيرات مختلفة على الجهاز التناسلي لدى تلك النساء وتضعف الخصوبة بسبب تأثيرها على وظيفة المبيضين و الرحم لديهن.
- وقد تؤدي السمنة بالإضافة لذلك لانقطاع أو ضعف الإباضة مما يفسر أيضا تراجع القدرة الإنجابية والخصوبة.
ماهو الوزن المناسب لحدوث الحمل
مما ذكرناه سابقا فإن الوزن له تأثير كبير على حصول الحمل واستمراره لذا ينصح بأن يكون وزنك صحي قبل التخطيط للحمل وأن يتراوح مؤشر كتلة الجسم BMI بين 19 إلى 24.5
●بعض النصائح الطبية لتساعد في زيادة الخصوبة واحتمال حدوث الحمل
وجدت الدراسات أنه من الصعب علاج انخفاض نسبة الخصوبة أو العقم عند النساء اللواتي يعانين من البدانة لأن استجابتهن للعلاج أقل، لذلك وجد أن تخفيض الوزن ولو بنسبة قليلة له تأثير إيجابي على نجاح العلاج وازدياد القدرة الإنجابية والخصوبة.
ولوحظ أن تخفيض الوزن يحسن الإباضة ويساعد في أن تعود الدورة الشهرية لطبيعتها مما يزيد فرص الحمل الطبيعي ويزيد أيضا الاستجابة للعلاجات الداعمة للحمل.
لهذا ينصح بتخفيض الوزن قبل التفكير بالحمل أو بدء علاج العقم، وإن تخفيض الوزن لدى الشريك له فائدة مهمة للعلاج ويتم إنقاص الوزن عن طريق:
- استشارة الطبيب لوضع خطة مناسبة لإنقاص الوزن
- اتباع نظام غذائي متوازن و منخفض السعرات
- بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام حيث يوصى بفقدان ٧% من الوزن وممارسة نشاط بدني لمدة ٣٠٠ دقيقة بالأسبوع
إن التزام الشريك يزيد من الالتزام المريضة بنمط الحياة الصحي بنسبة الضعف، أيضا يساعد الوصول إلى وزن صحي على تقليل مخاطر الإجهاض والحصول على طفل سليم، أما في حال لم ينجح تغيير نمط الحياة قد يتم اللجوء لاتباع طرق آخرى لتخفيض الوزن كالأدوية أو الجراحة.
●الخلاصة
يجب أن تؤخذ وجود زيادة بالوزن بالاعتبار عند محاولة الإنجاب عند النساء لوجود علاقة بين السمنة ونتائج الخصوبة السلبية مما يعيق حصول الحمل، فيجب تشجيع النساء على فقدان الوزن لزيادة فرص الحمل لديهن و لتجنب الاختلاطات أثناء الحمل التي تزداد أيضا بسبب البدانة.
يمكن التوسع بمعرفة الآليات والمستويات التي تؤثر بها السمنة على الجهاز التناسلي لدى الإناث والمعلومات الأخرى المذكورة في المقال من خلال المصادر المذكورة في الأسفل.
●المصادر
Nih.Impact of obesity on infertility in women
womenshealth.health weight-fertility-and-pregnancy
theconversation.how-does-being-overweight-affect-my-fertility
healthline.weight-before-pregnancy-bigger-factor-than-weight-gained-during-pregnancy
healthline.how-obesity-affects-body